حقوق المرأة:
جاء في الحديث ان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء
». ومعنى الحديث الحث على الرفق بالمرأة والإحسان إليها، وطيب معاشرتها وحسن مراعاتها ومداراتها. وقد بوب عليه البخاري بقوله: باب المداراة مع النساء، وقوله: «خلقت من ضلع» فيه إشارة إلى أنها خلقت من ضلع آدم، وقد دل القرآن ان المرأة خلقت من الرجل، قال تعالى: «هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها».
قال الطبري: «ويعني بقوله: وجعل منها زوجها، وجعل من النفس الواحدة، وهي آدم زوجها حواء...». ثم ذكر عن قتادة: وجعل منها زوجها، حواء جعلت من أضلاعه، ليسكن إليها. وقال الحافظ ابن كثير: ينبه تعالى على أنه خلق جميع الناس من آدم عليه السلام، وانه خلق منه زوجته حواء ثم انتشر الناس منهما.. وقال تعالى: «يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها». (النساء 1). قال ابن كثير: «وخلق منها زوجها وهي حواء عليها السلام خلقت من ضلعه الأيسر من خلفه وهو نائم، فاستيقظ فرآها فأعجبته، فأنس إليها وأنست إليه...». وقال ابن جرير: «وخلق منها زوجها، وهي حواء.
وذهب بعض العلماء إلى ان قوله في الحديث: «من ضلع»، قصد به المثل، أي من مثل ضلع. وقُص.دَ من هذا التشبيه الحث على الرفق بها والإحسان إليها، وإمساكها بالمعروف، ويشهد له ما جاء في رواية مسلم: «لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها، استمعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها: طلاقها». ومن المعلوم ان الخالق جل ثناؤه قد زود كلاً من الرجل والمرأة بخصائص تتناسب والمهمة التي يقوم بها كل منهما، فالمرأة هي الحاضنة والمربية والحاملة والمرضعة
وهذه المهمة بحاجة إلى عواطف جياشة ومشاعر مرهفة حتى تستطيع أن تؤدي مهمتها على الوجه الأكمل، وغلبة هذه العاطفة مع ما يتكرر معها من المحيض والولادة يولد لديها بعض الضعف من الانفعال النفسي والشعور بالضيق فيضعف تحملها فتحتاج الى مراعاة، فأرشد النبي- صلى الله عليه وسلم- في هذا لحديث إلى طبيعة المرأة، وانها تحتاج إلى مراعاة ومداراة وترك التقصي عليها فلا تعامل بالشدة والمحاسبة الدقيقة على تصرفاتها، ولو أن الزوج استحضر هذه الوصية عند تعامله مع امرأته لطابت حياته
[/right]