عقد يوم الخميس الموافق 16/4/2009 بمركز الارض ورشة تدريبية بعنوان " كيف يمكن النهوض بالمرأة الريفية فى ظل الازمة الاقتصادية " بحضور 55 مشارك ومشاركة من محافظات بنى سويف، الفيوم، سوهاج، المنيا، قنا، اسوان ، القاهرة ،القليوبية ، السويس ، اسيوط ، المنوفية ، الدقهلية ، الشرقية . كما شارك عدد من اعضاء المجالس المحلية وكان اغلب الحضور من الجمعيات الاهلية وشاركت النساء بنسبة 80% من الحضور وقد غطت عدة قنوات فضائية الورشة كان من يبنهم عدسة برنامج زينة بالقناة الثانية المصرية .
وقد بدأت الورشة بكلمة افتتاحية من أ/ داليا عمارة منسقة الورشة رحبت فيها بالحاضرين وقدمت عرضا لأنشطة مركز الارض واهدافه واهتماماته ورسالته فى تحسين اوضاع الريف وتعزيز ومساندة الفلاحين والفلاحات لكفالة حقوقهم فى الحياة الكريمة والمساواة .وفى اطار ذلك يأتى الاهتمام بقضايا النساء وتحسين اوضاعهم فى ظل الازمة الاقتصادية باعتبار المرأة هى نصف المجتمع وصانعة الاجيال ، ثم قدمت عرضا لجلسات اليوم واهداف الورشة .
بعدها تم عرض فيلم تسجيلى بعنوان " فيلم مهم " من انتاج المركز المصرى لحقوق المرأة ويتضمن الفيلم طرق التعبير فى التعامل السلبى مع المرأة من نظرات واشارات ....الخ ، كما القى الضوء على كيفية تلافى العنف الذى تتعرض له المرأة وردود افعال النساء تجاه ذلك وكيفية مواجهة المواقف الخطرة التى قد تتعرض لها المراه فى الممارسات اليومية.
ثم بدأت فعاليات الجلسة الاولى حول " تأثير الازمة الاقتصادية على اوضاع النساء " برئاسة الاستاذة منال الطيبى مديرة المركز المصرى لحقوق السكن واكدت ان الجزء الاكثر تضرراً فى المجتمع نتيجة الازمة الاقتصادية هو الجزء الاضعف كالمرأة والطفل خاصة النساء الريفيات حيث يتم اهدار حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية وبعدها اكدت الاستاذة /فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة الاهالى كيفية النهوض بالمرأة من خلال عرض ورقتها " نساء الريف ...استغلالاً مركب وتمييز مضاعف ....وسبل النهوض.
حيث اكدت ان هناك تمييز فاضح ضد النساء بشكل عام والنساء فى الريف والعمالة الزراعية بشكل خاص وان هذه العادات ترجع الى ثقافة متوارثة تسيطر على الاسرة المصرية بشكل عام والريفية بشكل خاص .
واضافت ان هناك استغلالاً مركب تمارسه الرأسمالية ضد العمال والفلاحين وان هناك اعباء مضافة تقع على المرأة الريفية ، واكدت ان السبب الرئيسى لانشاء احزمة العشوائيات حول المدن هى سياسات الحكومة ضد الفلاحين والفلاحات واشارت الى ارتفاع معدلات البطالة بين الاناث ويرجع ذلك لتطبيق سياسيات الاصلاح الاقتصادى وعمليات طرد صغار الفلاحين والفلاحات الفقراء من الارض واضافت ان ظروف الفلاحين كانت افضل فى ظل الاصلاح الزراعى لانه كان يقدم الدعم لحقوق الفلاحين لكن سياسيات تحرير الزراعة الغت دعم الفلاحين بالرغم من ان دول الاتحاد الاوروبى وامريكيا يدعمون الفلاح واشارت الى تدنى اجور المرأة الريفية حيث يصل اجرها الى نصف اجر الرجل بالرغم من مشاركتها فى غالبية الانشطة الاقتصادية بنسب تفوق الرجال وهو مبدأ ظالم حيث انها تبذل نفس الجهد ولديها نفس الاحتياج لكنها تحصل على نصف الاجر .
كما اشارت الى غذاء الفقراء الذى يقل بنسبة 20% عن متوسط احتياجاتهم واشارت الى خطاب الرئيس مبارك عام 81 عندما قال " من لا يملك قوته لا يملك حريته" ونحن بعد 30 سنة اصبحنا لا نملك قوتنا ولا نملك حريتنا !!.
وتلا ذلك تعقيب الطيبى فقالت ان الورقة تتمتع بنظرة شمولية حيث عرضت لاوضاع الفقراء بشكل عام وفقراء الريف بشكل خاص خاصة النساء لكن التأثيرات السلبية للعولمة كان من المهم ان توضحها بشكل اكثر تفصيلا .
وذكرت ان الحركات الاجتماعية تتسم بالعنف وليس هناك وجود لاصلاح حقيقى من جانب الحكومة واكدت انه لا يوجد حركات اجتماعية ولكن الموجود هو بذور لحركات اجتماعية ناهضة .
واكد المشاركين والمشاركات على ضرورة توضيح طرق ومنهاج للعمل لتحسين وضع النساء الريفيات كما يجب ان تساهم المنظمات بنقل الخبرات الدولية لتحرير المراه .
ثم بدأت فعاليات الجلسة الثانية برئاسة د. اسامة بدير "مركز الارض" والتى كان محورها "اوضاع النساء فى مصر" وبدأت الجلسة بكلمة افتتاحية من الدكتور اسامة بدير بين فيها الاوضاع المتدهورة للفلاحين خاصة بالنسبة للنساء خاصة مشاركتهم السياسية أو بالنسبة لاوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، ثم تحدثت الاستاذة الدكتورة هدى زكريا استاذ علم الاجتماع السياسى ومستشارة المنظمات الاهلية .
وبينت مفهوم تأنيث الفقر وعلاقته بالعولمة واكدت على ان هناك مليار من الفقراء فى العالم يعيشون تحت خط الفقر تسعة اعشارهم من النساء كما ان نسب النساء فى الاعمال غير المأجورة اعلى بكثير من الرجال بالرغم من ان الدراسات تتجاهل ذلك فى الوقت الذى يعتبر عمل المرأة جهداً اساسياً لحياة الاسر الريفية .
واكدت على ضرورة تطوير المجتمع المدنى واوضحت ان هناك فرق واضح بين الرؤية الشعبية والرؤية الحكومية للمراه على سبيل المثال تعتقد الرؤية الشعبية ان الزيادة السكانية هى حل لمشاكل الاسرة بينما تؤكد الرؤية الرسمية ان الزيادة السكانية هى المشكلة الاساسية لدعم التنمية .
ووضحت زكريا تقسيم الادوار الاجتماعية والاقتصادية حسب الجنس وفاتورة الازمة الاقتصادية التى تدفعها النساء خاصة الريفية وطرق استغلال المراه فى العمل خارج المنزل وداخله والثقافة السائدة فى المجتمع المصرى وارتباك النسق القيمى وازمة البطالة وطرق تفعيل دور الجمعيات الاهلية فى ابتكار حلول اقتصادية .
ثم تحدثت الاستاذة رشا محمد من المركز المصرى للمرأة وعرضت تقريراً عن وضع النساء فى مصر لعام 2008 وبينت فيه تدنى اوضاع المراه ومشاركتها السياسية خلال العام كما عرضت اهم القوانين ومشاريع القوانين والاعتصامات والاضرابات التى قادتها النساء ومظاهر العنف ضد المراه خاصة المتعلقة بالتحرش الجنسى والاغتصاب وختان الاناث وجرائم الشرف والعنف الاسرى خلال عام 2008 .
وبعدها اكدت مداخلات المشاركين الوضع المتردى للنساء فى مصر واكدوا على ضرورة قيام الحكومة بدورها لتحسين اوضاع النساء عبر تدخلات ايجابية تحسن اوضاعهن فى المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية باعتبار المرأة هى الطرف الاضعف والتى تحتاج الى المساندة والدعم لكفالة حقوقهن فى المساواة والعمل اللائق والدخل الكريم .
وبدأت فعاليات الجلسة الثالثة برئاسة الاستاذة وفاء المصرى المحامية بلجنة الحريات بنقابة المحامين واكدت على المعوقات والقيود التى توقف نهوض المرأة الريفية واشارت الى ان غياب دور الدولة والفساد باجهزتها وانحيازها للاغنياء يؤدى لتدهور اوضاع المواطنين خاصة النساء فى الريف ، ثم تحدثت الاستاذة جيهان فاروق من منظمة كير الدولية واكدت على دور الجمعيات الاهلية فى النهوض بالمرأة وتحسين اوضاعها على المشاركة السياسية واضافت ان هذا الدور لن يكون فاعلاً الا اذا قامت الجمعيات باحداث تغيير حقيقى بالمجتمع وهذا يكون بالحرص على المصداقية وممارسة النساء للمشاركة السياسية واضافت ان دور الجمعيات يجب ان يتعدى مجرد توفير الخدمات البسيطة للنساء كالاعانات أو استخراج بطاقة الرقم القومى لان مثل هذه الانشطة تساهم فى زيادة تهميش المرأة ويجب على الجمعيات ان تقوم بادوار تنموية متكاملة لتحسين اوضاع المجتمع ككل وبالتالى يتم تحسين اوضاع النساء ، ثم عرضت بعد ذلك قصص النجاح الواقعية لنساء استطعن الوصول لمقاعد المجالس الشعبية عبر رحلة كفاح طويلة .
وبعدها اكدت من خلال المشاركين على ضرورة تغير النظم الاجتماعية والسياسية والثقافية بالمجتمع كضرورة لتغيير دور المراه وتحسين اوضاعهن ووقف العنف ضدهن.
ودارت الجلسة الرابعة والأخيرة حول برامج عمل الجمعيات والتى ادارتها د. عبير بدران استاذة العلوم الاجتماعية بكلية التربية النوعية وذلك عبر تقسيم الحاضرين لأربعة مجموعات دارت حول :
مشكلات الجمعيات فى المشاركة
الاستغلال والعنف ضد المرأة .
انعدام الخدمات الاساسية فى الريف
احجام النساء عن المشاركة السياسية وقامت كل مجموعة بمناقشة ودراسة اسباب مشكلة من المشاكل الاربعة. وكانت اهم التوصيات التى خرجت بها ورشة العمل للمساعدة فى النهوض بالمرأة الريفية كالتالى :
رفع الوعى السياسى للمرأة الريفية عن طريق عقد الندوات وعمل النشرات وابراز النماذج الناجحة لمشاركة النساء وضرورة تدخل الدولة بالقوانين والاجراءات لتعزيز مشاركة النساء .
توفير فرص العمل الامنة والضمان الاجتماعى للنساء وخاصة المعيلات وللاسر ذات الدخول المحدودة وتحسين وإتاحة الخدمات العامة للمواطنين والمواطنات .
توعية كل اطراف المجتمع خاصة وسائل الاعلام المختلفة بدور ومشاركة المرأة الايجابية وتغيير المورث الثقافى المضطهد للمراه.
تغيير القوانين لمنع استغلال المرأة بأى صورة من الصور .
تعديل قانون الجمعيات ليمسح للمواطنين بتشكيل الجمعيات باستقلالية ودون تدخل او وصاية الجهات الادارية والعمل على حل المشكلات الداخلية للجمعيات .
واختتم المشاركون ورشتهم بالاتفاق على خطة عمل لتنفيذ تلك التوصيات مع تكرار ومتابعة تنفيذ الخطة بعقد لقاءت دورية بينهم على ان يقوم مركز الارض بتنسيق هذه اللقاءات لمناقشة نتائج تنفيذ الانشطة لتدعم حقوق المرأة فى المشاركة ومساندتها فى تحسين دخلها كما يجب ان ترصد اللقاءات المعوقات والمشكلات التى تحول دون النهوض باوضاع المرأة الريفية وذلك للعمل على حلها لكفالة حقوقهن فى الحياة الكريمة والمساواة والامان