عندما تجعل الفقر مدرسة نحو حياة سعيدة

الفقر لعنة، لا تصيب البدن وحده، ولكنها تصيب العقول والأرواح أيضاً.. وإن الله يستخدم الفقر والشدة وسيلتين في تكوين الرجال.. فإذا وضعنا هذه الحقيقة نصب أعيننا فإن الحياة تبدو له شيئاً آخر، فلا تقل إني فقير، أو سيئ الحظ، أو أنه ليست لي فرصة.. فإن هذه العبارة لا خير فيها أبداً.


إن المدرسة الوحيدة التي تتعلم فيها العلم الصحيح هي مدرسة البؤس والفاقة، فهي التي تعلم العناء والتعب.


الفرق الوحيد بين الفقير وصاحب الملايين هو أن الأول يتعب من أجل وجبته الآتية.. أما الثاني فيتعب من وجبته السابقة.


الفقير يحتاج إلى شيئ، لكن الغني البخيل يحتاج إلى كل شيئ.


الفقير لا يرى وسيلة لنجاحه سوى الكد والعمل، فهو يتعود شظف العيش.. وخشونة المطعم.. والصبر على المكاره.. والجرأة.


سئل أحد القضاة: بم يرتقي الناس في المناصب؟
فأجاب: إن بعضهم يرتقي بالذكاء وبعضهم بالحياة والشرف وقليل منهم يرتقي بالمصادفة، لكن الأكثرين يرتقون بالفقر والبؤس.


إذا كنت فقيراً فلا تيأس، وتذكر أن الفقر هو طريق النجاح في الحياة، وإن عظماء العالم ومشاهير الفنانين والمخترعين لم يولدوا في القصور وإنما كان الفقر حافزهم إلى النجاح.
(( فالمتنبي )) الشاعر العظيم كان أبوه سقاء.. و(( ياقوت الحموي )) صاحب معجم البلدان كان عبداً رقيقاً يستخدمه مولاه في متاجره وأسفاره.. وكان (( الفارابي )) - فيلسوف العرب وطبيبها - يستضيئ في دراسته بضوء قنديل لحارس بستان.. و (( جرير )) الشاعر المعروف كان أبوه فقيراً معدماً.


وإذا ولينا وجوهنا نحو الغرب فإننا نرى (( هوميروس )) أشعر شعراء اليونان القدامى ابن فلاح بسيط.. و (( سقراط )) الفيلسوف اليوناني ابن نجار و (( شكسبير )) صاحب أعظم تراث مسرحي، ابن خشاب.. و (( كولومبس )) مكتشف أمريكا ابن لأب ترزي.. و (( هنري ويلسون )) نائب رئيس الجمهورية الأمريكية سابقاً كان يبيت على الطوى تقض مضاجعه آلام الجوع والحرمان.. وكان
(( توماس أديسون )) يبيع الصحف على إفريز محطة السكة الحديد.. ولقد تربى (( جيمس واط ))
مخترع الآلة البخارية في كنف والد يعمل في صناعة المراكب.. ونشأ (( فرانكلين )) صاحب نظرية الوحدة الكهربائية في رعاية أب يعمل في صناعة الشمع.. ولد (( ديل كارنيجي )) مؤسس معهد العلاقات الانسانية في العالم في بيت متواضع لأبوين قرويين فقيرين، لا يجدون مع الخبز شيئاً في أوقات كثيرة.. وكان (( فردي )) العالم الفرنسي المشهور كان مساعداً لصيدلي.